فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ في أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: ” وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ “. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ” ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ “. رواه مسلم.
( ذلك صريح الإيمان) معناه : استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك .. والشيطان يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكّد عليه بالوسوسة.
فأول الخطوات لدفع هذا اللّص الإعراض عن هذه الوساوس بأن يعتقد أنها رسائل من الشيطان وهو عدو المؤمن يريد بها أن يسلب الإيمان من قلبه. قال الله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ). [فاطر : 6]. فيجاهد على طردها وترك الاسترسال فيها وليستعذ بالله من الشيطان وليقل آمنت بالله . فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ” يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَقُولَ لَهُ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ “. رواه مسلم. وفي رواية له :” لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ “.
ثانيا : الدعاء ، فعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر أن يقول: ” اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ” رواه الترمذي وابن ماجه.
ثالثا : قراءة القرآن وتدبر الآيات التي ذكر الله عز وجل فيها أنه هو الخالق الرازق.
رابعا : قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته ودلائل نبوته.
خامسا: التفكر في مخلوقات الله. قال الله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ). [فصلت: 53]. وقال تعالى : (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ). [الذاريات: 21].
وقد سُئِلَ الشافعي عن وجود الصانع، فقال: هذا ورق التوت طعمه واحد تأكله الدود فيخرج منه الإبريسم – الحرير – وتأكله النحل فيخرج منه العسل، وتأكله الشاة والبعير والأنعام فتلقيه بعرًا وروثا، وتأكله الظباء فيخرج منها المسك وهو شيء واحد.
سادسا: الاطلاع على الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ؛ ونعرض هنا لمجموعة من المواقع التي قد تفيد في هذا المجال .
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
أسرار الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
واحة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
سابعا: حضور مجالس العلم ومجالسة أهل الصلاح والخير.
فبمثل هذه يكون صلاح القلوب من شبه الشهوات والشبهات والوساوس بإذن الله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق