من المعروف بصورة عامة، ان هنالك بعض أنواع التوابل التي تحتوي على مركبات فعالة، لها أهمية مباشرة في تحسين حالتنا الصحية وحماية اجسامنا من الاصابة بالأمراض الخطيرة المختلفة كالسرطان مثلا. واهم هذه المواد توجد في الأنواع التي تعرف بالنباتات الأكثر تلوينا.
وتتركز وظيفة هذه المواد في حماية النباتات ذاتها من مؤثرات أشعة الشمس السلبية، أو من مؤثرات الفطريات الضارة.
لكن هذه الفعالية نفسها، يمكن ان تؤدي أيضا إلى حماية جسم الانسان من التأثيرات ذاتها، أو من التأثيرات التي تسبب الاصابة ببعض الأمراض الخطيرة الأخرى.
حددت أحدث النتائج المختبرية نبات الكركم، الذي يعرف علميا بمصطلح Curcuma Longa، باعتباره أكثر النباتات التي تحتوي على مؤثرات فعالة في علاج عدد من الأمراض الخطيرة.
فنبتة الكركم تظهر على اسطح التربة على شكل «شدة» ورد، ولكن بأوراق طويلة مقعرة، تنتهي إلى غصن رئيسي واحد.
أما الجذر، فهو العنصر الاساسي في الحصول على مادة الكركم التي تستخدم كنوع من انواع التوابل، وهي ذات لون اصفر أو برتقالي، أما موطنه الأصلي فهو جنوب شرق آسيا، وقد استخدم في اغراض طبية منذ القدم.
ويعتبر جذر النبات، المصدر الرئيسي للحصول على مادة الكركم، وتتميز بعض انواعه بحرارته اللاسعة، لذلك يتم صناعة الكاري أو الصلصة الحارة منه.
محتوياته
يحتوي الكركم على مادة Polyfenol Kurkumin، المسؤولة عن صبغته الصفراء، فضلا عن مسؤوليتها في بث مؤثرات علاجية مختلفة.
ففي السنوات الأخيرة، أجريت اختبارات متعددة على هذه المادة في الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول أوروبا الغربية. وكان اهتمام العلماء ينصب على قدرة الكركم في مكافحة الالتهابات والخلايا السرطانية، وكذلك بمكافحة الاصابة بمرض الزهايمر.
والكركم الطازج يحتوي على اربعة في المائة فقط من مادة الكركومين Kurkumin، ولكن الذي يساعد في تقبل الجسم لها هو الدهون وكذلك مادة الـIipid الموجودة في زيت الزيتون والدهون اللحمية.
وتتركز مادة الكركومين في جذور النباتات المجففة التي يتم طحنها فيما بعد وتحويلها إلى طحين.
وكان وما زال الكركم يلعب دورا مهما في الطب الصيني التقليدي حيث يستخدم كدواء ضد مرض الكآبة.
وفي أحدث دراسة نشرت من قبل مجموعة من العلماء الأميركيين، اتضح ان الكركم يقوم بخفض حالة الضغط النفسي بشكل كبير، الذي يسبب في الغالب الاصابة بمرض الكآبة أو أمراض أخرى.
أما فيما يتعلق بمرض الزهايمر، فان العلماء توصلوا إلى ان الكركم يقوم بتعطيل اصابة العقد العصبية بالامراض التي تمهد الطريق للاصابة بمرض الزهايمر.
وقد نشر العلماء الأميركان في مجلة Jounrnal Of Neuroscience بحثهم حول فعالية الكركم الملموسة، ارتباطا بالحامض الدهني Omega -3 في تدمير العوازل التي تنشأ في العقد العصبية، والتي تؤدي في النهاية إلى الاصابة بمرض الزهايمر.
ولأن الجسم لا يستطيع تقبل مادة الكركومين بسهولة، فان العلماء يقترحون خلطه بفيتامين D3، الذي يساعد في تقبل الجسم لهذه المادة.
ان مادة الكركومين، من المواد النادرة، لذلك يجري حاليا انتاجها صناعيا. ويشير العلماء إلى ان الكركم، له قدرة على علاج ليس فقط مرض الزهايمر، بل أيضا علاج أمراض الأعصاب الأخرى المختلفة، وبخاصة المعروف باسم باركتسون اضافة إلى مرض السكر.
دواء لأمراض أخرى
الكركم يستخدم حاليا وبنتائج ايجابية للغاية في علاج مرض الهربس Herpes Simplex Virus HSV الذي يصيب الكثيرين من الناس، لكنه يظهر بفعالية أكبر عند القليل منهم.
ويسبب نوع آخر من الفيروس الشقيقة الذي يشار إليه بالاحرف HSV1 التهاب البلعوم والمريء، في حين يسبب نوع ثالث من هذا الفيروس ويطلق عليه HSV2 التهاب الجهاز العضوي.
ان الشيء المهم في الكركم، انه مادة علاجية للكثير من الأمراض، فهو يستخدم حاليا في الوقاية من الأمراض أو معالجة بعض الأمراض وخاصة سرطان الأمعاء.
ويقوم العديد من العلماء في المختبرات العالمية حاليا بتحليل قدرة الكركم على محاصرة العمليات التي تؤدي إلى ظهور الالتهابات الداخلية في جسم الانسان.
- بعض المواد الموجودة في النباتات تحمي اجسامنا من الاصابة بالأمراض الخطيرة المختلفة كالسرطان مثلا. واهمها يتوافر في الأنواع التي تعرف بالنباتات الأكثر تلوينا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق